السبت، 12 ديسمبر 2009

امرأة من كل عشر معرضة لتعدد الأكياس في المبيض

تطوير دواء لسلس البول النسائي نسبة فاعليته تصل إلى 50% * نجاحات علم الأورام والعلاجات الكيميائية للسرطان تزيد من تحمل المريض وتقلل من المضاعفات في حديث لـ «الشرق الأوسط»، قال الدكتور طارق لنجاوي، المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، إن فعاليات المؤتمر الثالث حول آخر المستجدات في صحة المرأة، والذي ينظمه المستشفى، سوف تنطلق يوم غد (الثلاثاء) في فندق الكراون بلازا، وذلك ليومي الثلاثاء والاربعاء. واضاف ان هذا المؤتمر هو الثالث الذي ينظمه المستشفى عن صحة المرأة، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 30 باحثا ومتخصصا في مجال صحة المرأة من داخل المملكة ومن خارجها لمناقشة الجديد في هذا المجال.
من جهتها، قالت الدكتورة لينا بيسار، رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر واستشارية الأمراض الباطنة، إن هذا المؤتمر يهدف بشكل عام إلى تقديم بيانات إكلينيكية (سريرية) حديثة حول المواضيع الرئيسية الخاصة بالعديد من التخصصات الطبية في مجال صحة المرأة ومناقشة المستجدات في ذلك. ويأتي في مقدمتها مرض سرطان الثدي والذي يعتبر من الأمراض الشائعة لدى النساء، وأمراض القلب، السكري، الضغط، هشاشة العظام، الحمل، الإجهاض المتكرر، السمنة وزيادة الوزن وغيرها.

وأضافت الدكتورة لينا أنه تم اختيار المواضيع الخاصة بالمؤتمر حول صحة المرأة بقصد تزويد المشاركين بآخر المستجدات في مجال المعلومات الإكلينيكية الخاصة بالنساء في مختلف المراحل العمرية، ويعود هذا الاهتمام إلى أن المرأة أصبح لديها وعي أكبر وأعمق باحتياجاتها ومتطلباتها، وبالتالي فإنها تتوقع وتأمل الاستفادة الكبيرة من هذا المؤتمر وما ينتج عنه من مناقشات ومداولات علمية في كل ما يتعلق بصحة المرأة.

* أكياس المبايض

* ومن المشاكل الصحية الهامة التي تتعرض لها المرأة وقد يكون لها بعض المضاعفات الخطيرة مثل عدم الإنجاب، ظهور أكياس متعددة في المبايض.

وتشارك في أعمال المؤتمر، الدكتورة منى نصر الله، أستاذة مساعدة في طب الغدد الصماء من الجامعة الأميركية في بيروت، بورقة عمل ضمن أوراق العمل المقدمة من الخارج، توضح فيها أن تعدد الأكياس في المبيض لدى المرأة هي حالة مرضية منتشرة نسبيا مع تأثير بعيد المدى على الصحة، وان معالجتها طويلة الأمد. وتصيب هذه الحالة واحدة من كل عشر نساء في العمر التناسلي. وهذا المرض يحدث نتيجة فقدان التوازن في الهرمونات ويتركز حول شذوذ رئيسي وهو غياب الحيض المنتظم. ولتشخيص المرض ينبغي وجود ارتفاع في نسبة الهرمونات الذكورية والتي من أعراضها ظهور حب الشباب والوبر أو ظهور أكياس على المبيض في الصورة الأكواغرافية حيث يجب تمييز هذه الحالة عن سواها من الحالات التي لها أعراض مشابهة، ونتيجة هذه الحالة يكون العقم ونسبة عالية من الإجهاض وخطر سرطان الرحم .

وأضافت الدكتور منى أن نسبة خمسين بالمائة من النساء اللواتي لديهن هذه الأعراض يكون عندهن مناعة ضد الأنسولين وإن النسبة العالية من الأنسولين يتوافق وجودها مع أعراض أيضية، مثل تجمع الدهن وتعرض المريضة إلى ارتفاع نسبة السكر وأمراض القلب .

* سلس البول

* ومن الأمراض المهمة في حياة المرأة والتي يناقشها مؤتمر صحة المرأة سلس البول النسائي حيث يقدم الدكتور احمد حمود البدر استشاري أمراض النساء والمسالك البولية النسائية بمستشفى قوى الأمن بالرياض ومستشفى النساء والولادة بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض ورقة عمل بعنوان «المستجدات في علاج سلس البول النسائي». ويتطرق فيها للتطورات في مجال المسالك البولية النسائية المتعلقة بعلاج حالات السلس البولي لدى النساء وكذلك هبوط الأعضاء التناسلية النسائية حيث جعلت هذه التطورات التشخيص أسهل وأدق وبمضاعفات منخفضة. ومن هذه التطورات، يقول الدكتور البدر أنه تم تطوير دواء لعلاج سلس البول الجدي لدى النساء ( الناتج عن الكحة أو العطاس أو الضحك)، حيث يعتبر هذا العقار الأول من نوعه والوحيد لعلاج هذه الحالات وبنسبة فعالة تصل إلى 50% حيث يخضع هذا العقار حاليا للتسجيل في الولايات المتحدة الأميركية ويأمل الباحثون وصوله إلى المملكة العربية السعودية في أسرع وقت ممكن. ومن التطورات أيضا أدوية خاصة بعلاج سلس البول الإلحاحي (سلس البول الناجم عن شعور بحاجة ملحة للتبول بشكل مفاجئ وشديد) حيث أصبحت ذات أعراض جانبية أقل من السابق وبنفس الفاعلية الجيدة عن طريق جرعة واحدة بدل من جرعات متعددة يوميا كدواء طويل المفعول.

* علاجات كيميائية

* وتعتبر العلاجات الكيميائية شكلا هاما وأساسيا من أشكال علاج السرطان المتنوعة وخاصة علاج المرأة، فمنذ حوالي ثلاثين سنة استخدمت العلاجات الكيميائية بشكل أساسي في حالات السرطان المنتشرة وفي السنوات اللاحقة ابتدأ استخدامها في مراحل مبكرة من المرض كما هو الحال في علاج سرطان الثدي وسرطان العنق الرحمي والقولون والعقد الليمفاوية وغيرها. ومع تحقيق نسبة عالية من الشفاء بإذن الله لوحظ أن تأثير العلاجات الكيميائية لا تقتصر فقط على الخلايا الورمية، وإنما يشمل الخلايا السليمة أيضا مما يسبب حدوث بعض الأعراض الجانبية سواء بعد استخدام هذه العلاجات مباشرة أو بعد فترة طويلة من الزمن. ومن التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذه العلاجات الغثيان وتساقط الشعر والتهاب أغشية الفم المخاطية مع نقص في عدد الكريات البيضاء والصفيحات وفقر الدم.

استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، الدكتور محمد كلتا، يتحدث في مؤتمر صحة المرأة عن تأثير العلاج الكيميائي على مستقبل الإخصاب وظهور السرطان والتشوهات الجينية. ويقول إن هذه التأثيرات تختلف من شخص لآخر سواء حدثت منفردة أو مجتمعة وتختلف أيضاً باختلاف البروتوكول العلاجي المطبق.

ويضيف أنه قد رافق تطور علم الأورام والعلاجات الكيميائية انتشار عدد كبير من العلاجات التي تزيد من تحمل الشخص المريض وتقلل من نسبة الأضرار الحاصلة له. ويشمل ذلك على سبيل المثال أدوية نوعية فعالة تستخدم لمنع الغثيان وأدوية أخرى محرضة لنشاط الكريات البيضاء والحمراء والصفائح، وهنا تلعب المريضة دورا أساسيا في تجاوز المصاعب المرافقة للعلاج الكيميائي. لقد لوحظ زيادة نسبة حالات العقم وتأخر النمو وحتى التشوهات الجينية فيما لو تم استخدام هذه الأدوية أثناء الحمل ولوحظ أيضا أن الأشخاص الذين يعالجون في المراحل المبكرة من عمرهم قد تزداد عندهم نسبة حدوث سرطان من آخر بعد شفائهم من المرض الأساسي وهذا ناجم عن التغيرات في تركيب الخلايا السليمة يقودها للتحول السرطاني. ورغم كل هذه التأثيرات تبقى العلاجات الكيميائية شكلا أساسيا في علاج السرطان وتمتاز انها تعالج انتشار الورم في مناطق متعددة من الجسم على عكس العلاج الإشعاعي أو الجراحي وعلى كل الأحوال يتم علاج بعض السرطانات بأكثر من طريقة أي قد تستخدم العلاجات الكيميائية بعد الجراحة أو تعطى مع العلاج الإشعاعي لزيادة احتمال السيطرة على الورم، ومن ثم يتم تأهيل المريض وعودته للمجتمع بشكل سليم وفعال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق